أكد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن الزلازل تُعد من أخطر الكوارث الطبيعية التي تواجه كوكب الأرض، نظرًا لارتباطها بطبيعة وتكوين القشرة الأرضية. وتحدث الزلازل نتيجة لحركة الصفائح الصخرية، حيث تتسبب هذه الحركات في اهتزازات ارتجاجية مفاجئة تستغرق ثوانٍ معدودة، ما يُحدث دمارًا واسعًا خاصة في المناطق القريبة من بؤرة الزلزال.
وأوضح المعهد أن مركز الزلزال، أو ما يُعرف بـ"البؤرة"، يقع في عمق الأرض، وتنتشر منه الأمواج الزلزالية في مختلف الاتجاهات. وتتواجد معظم الأنشطة الزلزالية على حدود الصفائح التكتونية، وقد تنشأ الزلازل إما بفعل البراكين أو نتيجة لانزلاقات صخرية مفاجئة داخل القشرة الأرضية.
وأشار المعهد إلى أن هناك نوعين من مسببات الزلازل:
1. أسباب بشرية: كالتفجيرات الصناعية في المصانع والمحاجر، وهذه يمكن السيطرة عليها نسبيًا من قِبل الجهات المختصة.
2. أسباب طبيعية: ومنها الزلازل البركانية التي ترافق الانفجارات البركانية، والزلازل التكتونية الناتجة عن حركة وانزلاق الصخور على طول الصدوع.
وشرح المعهد بعض المفاهيم العلمية المرتبطة برصد الزلازل، مشيرًا إلى أن:
بؤرة الزلزال قد تكون على أعماق سطحية (أقل من 30 كم) وهي الأخطر، أو على أعماق كبيرة تتجاوز مئات الكيلومترات.
قوة الزلزال تُقاس بطاقة الزلزال المتولدة وتُرصد باستخدام أجهزة متخصصة. ومن أشهر المقاييس في هذا المجال مقياس ريختر، وهو مقياس لوغاريتمي للطاقة الصادرة عن الزلزال.
أما شدة الزلزال فهي مقياس لتأثيره على سطح الأرض، وتتناقص بُعدًا عن المركز، وتُقاس عادةً باستخدام مقياس ميركالي المعدّل المكون من 12 درجة.
ومن أبرز الزلازل التي تم رصدها عالميًا، زلزال اليابان في 11 مارس 2011 والذي بلغت قوته 9 درجات، إلى جانب زلزالي الإكوادور (1906) وألاسكا (1964) اللذين سجلا قوة 8.6 درجة على مقياس ريختر.
وحول إمكانية التنبؤ بالزلازل، أوضح المعهد أن هذه المساعي لا تزال غير حاسمة حتى الآن، إذ تتحكم بها عمليات جيولوجية معقدة تحدث في باطن الأرض، مما يجعل من الصعب تحديد توقيت ومكان وقوة الزلزال بدقة. ولذلك، أصبح التركيز حاليًا منصبًا على الحد من آثار الزلازل وتقليل مخاطرها.
وللحد من المخاطر، شدد المعهد على ضرورة:
دراسة أماكن نشوء الزلازل وتحديد مناطق الخطورة.
فهم التراكيب الجيولوجية والتكوينات التحتية للمناطق النشطة زلزاليًا.
تعزيز وعي الأفراد بكيفية التصرف أثناء وبعد وقوع الزلازل.
وقدم المعهد مجموعة من الإرشادات العامة للتصرف الآمن عند وقوع الزلزال:
داخل المباني: الاحتماء تحت طاولة متينة أو عند مداخل الأبواب، والابتعاد عن النوافذ والزجاج.
في الأماكن المفتوحة: الابتعاد عن المباني، الأشجار، وخطوط الكهرباء.
داخل المركبات: البقاء داخل السيارة والابتعاد عن الجسور والأنفاق.
كما نصح المعهد بضرورة الحفاظ على الهدوء، مساعدة الآخرين، خاصة الأطفال، والتعامل النفسي السليم مع الحدث لتقليل الأثر النفسي بعد الزلزال.