أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن "الملتقى المصري الفرنسي" يمثل خطوة فارقة في مسيرة التعاون الأكاديمي بين مصر وفرنسا، ويُجسد الشراكة الاستراتيجية الراسخة بين البلدين في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي. ووجّه عاشور خلال كلمته التحية للرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيرًا إلى أن الدعم السياسي المتبادل كان له الدور الأبرز في تعزيز هذا التعاون النوعي والمستدام.
واستعرض الوزير الطفرة الكبيرة التي شهدها قطاع التعليم العالي في مصر، موضحًا أن عدد الجامعات ارتفع من 50 إلى 116 جامعة خلال العقد الأخير، تضم نحو 4 ملايين طالب، من بينهم أكثر من 100 ألف طالب وافد من 117 دولة، ما يعكس المكانة المتصاعدة للجامعات المصرية على الساحة الدولية.
وأشار عاشور إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال الملتقى تستهدف تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، منها تمكين المرأة في التعليم العالي، حيث تمثل الإناث نحو 53% من إجمالي عدد الطلاب، مشددًا على أن المرأة شريك فاعل في منظومة إنتاج المعرفة والتنمية.
وأوضح أن الشراكات الجديدة تنسجم مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي ورؤية مصر 2030، وتركّز على برامج بينية ودرجات علمية مزدوجة تستجيب لاحتياجات سوق العمل وتواكب وظائف المستقبل، حيث تم توقيع نحو 40 بروتوكول تعاون تشمل 70 برنامجًا أكاديميًا، من بينها 30 برنامجًا يمنح درجات مزدوجة.
وسلط الوزير الضوء على مشروع "بنك المعرفة المصري"، الذي أُطلق كمبادرة رئاسية وأصبح اليوم أكبر منصة تعليمية رقمية في العالم، تغطي مختلف المراحل التعليمية من رياض الأطفال إلى ما بعد الدكتوراه، مؤكدًا أن المشروع يمثل نموذجًا رائدًا للاستثمار في المعرفة وتصديرها إلى الدول العربية والأفريقية.
كما أشار إلى عمق العلاقات العلمية بين مصر وفرنسا، موضحًا وجود أكثر من 3500 مبعوث علمي مصري في فرنسا، إلى جانب برنامج "إمنحتب" الذي موّل أكثر من 233 مشروعًا بحثيًا مشتركًا في مجالات متنوعة مثل الكيمياء والزراعة.
وفي ختام كلمته، أعلن الدكتور أيمن عاشور عن توقيع 42 بروتوكول تعاون بين الجامعات المصرية والفرنسية، تشمل 70 برنامجًا مشتركًا، من بينها شراكة بين الجامعة الفرنسية في مصر و8 جامعات فرنسية مرموقة، إلى جانب تدشين حرم جامعي جديد للجامعة الفرنسية بمصر. كما تم توقيع خطاب نوايا بين المجلس الأعلى للجامعات وتحالف المدارس الفرنسية لفتح آفاق جديدة للتعليم والابتكار وبناء اقتصاد معرفي مستدام.
وأشار الوزير إلى أن عام 2027 سيشهد الاحتفال بمرور 200 عام على تأسيس مستشفى قصر العيني، الذي يُعد أحد أبرز رموز التعاون المصري الفرنسي في المجال الصحي.