عقد الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر، اجتماعًا مثمرًا مع السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي ورئيس اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، لبحث آفاق التعاون المشترك في تطوير التعليم قبل الجامعي وتعزيز سبل تبادل الخبرات بين البلدين.
جاء اللقاء على هامش مشاركة الوزير المصري في فعاليات المؤتمر الرابع عشر لوزراء التربية والتعليم العرب، الذي يحمل شعار "التعليم الشامل وتمكين المعلمين رؤية استراتيجية للتربية في الوطن العربي"، والمنعقد في العاصمة القطرية الدوحة في الفترة من 5 إلى 7 يناير 2025، بتنظيم من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بدولة قطر.
في مستهل الاجتماع، أعرب الدكتور محمد عبد اللطيف عن تقديره للعلاقات القوية والمثمرة بين البلدين في مجال التعليم، مؤكدًا حرص مصر على التعاون المشترك لتعزيز جودة العملية التعليمية وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.
واستعرض الوزير التجربة المصرية في مواجهة التحديات التي واجهت قطاع التعليم، مشيرًا إلى نجاح الوزارة في خفض كثافات الفصول الدراسية إلى أقل من 50 طالبًا، ومعالجة عجز أعداد المعلمين، فضلًا عن إعادة هيكلة مرحلة الثانوية العامة لتحسين جودة التعليم وجذب الطلاب إلى المدارس.
كما تطرّق الوزير إلى تجربة مدارس التكنولوجيا التطبيقية، التي حققت نجاحًا كبيرًا بفضل تنوع تخصصاتها، وزيادة الإقبال عليها نظرًا لقدرتها على توفير فرص عمل للخريجين محليًا ودوليًا. وأكد أن الوزارة تسعى لزيادة عدد هذه المدارس في مختلف المحافظات لتعزيز مهارات الطلاب الفنية والمهنية.
ناقش الوزير أيضًا تجربة مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا (STEM)، التي تُعد واحدة من أبرز التجارب التعليمية في مصر، إذ تعتمد على التكامل بين المواد الدراسية وتصميم مناهج تتوافق مع المعايير العالمية. وأوضح أن طلاب هذه المدارس حصدوا جوائز عالمية مرموقة وحققوا ابتكارات مميزة حظيت بإشادة دولية.
من جانبها، أكدت السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي في قطر، حرص بلادها على تعزيز الشراكة مع مصر في تطوير التعليم قبل الجامعي. وأعربت عن اهتمام قطر بالتوسع في التعليم الفني والمهني، مشيرة إلى رغبة الدوحة في الاستفادة من التجربة المصرية الناجحة في هذا المجال.
كما شهد الاجتماع مناقشات حول إطلاق برامج جديدة لتدريب المعلمين، وتبادل الخبرات في تطوير المناهج الدراسية، بما يساهم في تحسين جودة التعليم في البلدين.
وفي ختام اللقاء، وجّه الدكتور محمد عبد اللطيف دعوة لنظيرته القطرية لزيارة مصر والاطلاع عن كثب على التجربة المصرية في تطوير التعليم قبل الجامعي، بما في ذلك مدارس المتفوقين ومدارس التكنولوجيا التطبيقية، بالإضافة إلى النماذج التعليمية المتنوعة التي تمثل حجر الأساس لنهضة التعليم في مصر.
وأعرب الجانبان عن تطلعهما إلى تعزيز التعاون المشترك في المستقبل، بما يخدم تطوير الأنظمة التعليمية في البلدين ويحقق الأهداف الاستراتيجية المشتركة.