افتتح الدكتور محمد ضياء زين العابدين ، رئيس جامعة عين شمس ، فعاليات المؤتمر الدولي “المتاحف المستدامة والذكية: الإستراتيجيات والممارسات والتحديات”، والذى يقام بالتعاون المثمر بين كلية الآثار بجامعة عين شمس، والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية، وقطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار .
وذلك على مدار يومي 3-4 ديسمبر تحت رعاية معالي وزير السياحة والآثار شريف فتحى علي ، الدكتور محمد ضياء زين العابدين ، رئيس جامعة عين شمس ، الدكتورة غادة فاروق ، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ، برئاسة الأستاذ الدكتور حسام طنطاوي ، عميد كلية الآثار ، الدكتور بيير تاليه، مدير المعهد الفرنسي بالقاهرة.
فى كلمته، أكد الدكتور محمد ضياء زين العابدين ، رئيس جامعة عين شمس ، أن قضية المتاحف تقع في قلب اهتمام الدولة المصرية،التي تولي التراث الثقافي أهمية قصوى، باعتباره أحد أعمدة هويتنا الوطنية ورافدًا رئيسًا من روافد قوتنا الناعمة.
وأضاف، إن المتاحف اليوم-بما تحمله من إرث ثقافي وحضاري-لم تعد مجرد أماكن لعرض التاريخ، بل أصبحت مؤسسات ديناميكية تسعى لتحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث ومواكبة التطور التكنولوجي. ومن هنا، تأتي أهمية هذا المؤتمر الذي يهدف إلى استكشاف أفضل الممارسات والإستراتيجيات، ومعالجة التحديات، وتعزيز التعاون بين كافة الأطراف لتحقيق رؤية متكاملة لمتاحف مستدامة وذكية.
وتقدم رئيس جامعة عين شمس بالشكر لكلية الآثار والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية، وقطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار على اختيار هذا الموضوع المهم وعلى الأجندة الثرية للمؤتمر التي تعكس عمق الرؤية، حيث تجمع بين محاور الاستدامة البيئية والابتكار التقني، بالإضافة للمحور الاقتصادي؛ مما يعكس استجابة عملية وواعية لتحديات العصر واحتياجاته، مشيدًا بالتعاون بين الجهات المنظمة للمؤتمر، مؤكدًا على حرص الجامعة على تفعيل الشراكات دائمًا.
واستطرد الدكتور محمد ضياء أنه دائمًا ما تؤكد كلية الآثار بجامعة عين شمس على أنها ولدت عملاقة، وتمكنت من احتلال مكانة مرموقة في وقت قياسي بفضل برامجها المتميزة وأهدافها الطموحة. كما استطاعت الكلية أن تثبت وجودها كمنارة علمية وبحثية ليس فقط على المستوى المحلي بل الدولي أيضًا.
وتقدم بالشكر لأعضاء هيئة التدريس بالكلية على دورهم في رفع اسم الكلية.
كما أوضح رئيس الجامعة أن جامعة عين شمس لديها متحف تعليمي ثريّ، وهو متحف الزعفران، والذي يعد أول متحف تعليمي بالجامعات المصرية.
وفي ختام كلمته، أعرب عن تطلعه أن يثمر المؤتمر عن أفكار وتوصيات، تفتح آفاقًا جديدة نحو مستقبل أكثر إشراقًا للمتاحف، ليس فقط في مصر بل على مستوى العالم.
في كلمته، أوضح الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار الأسبق ، أن المؤتمر يعد فرصة حقيقية لبناء جسور التواصل بين المهتمين ، لافتًا إلى أن موضوع المؤتمر يركز على موضوع من أهم القضايا التي تؤثر في الحاضر و المستقبل ، معربًا عن تطلعه أن يثمر المؤتمر عن رؤى جديدة وحلول مبتكرة تدفعنا نحو التقدم والابتكار.
في كلمته، أكد الدكتور حسام طنطاوي ، عميد الكلية ، أن المؤتمر الذي يأتي تنظيمه وانطلاقة في العام الرابع من عمر الكلية يعد استمرارًا للمؤتمرات السنوية لقطاع الدراسات العليا، لافتا إلى أنه يُعقد في ظروف خاصة تتوافق مع انطلاق جامعة عين شمس بقوة نحو جامعات الجيل الرابع، وما يتطلبه ذلك من توسع في بناء الشراكات المحلية والدولية، وهو ما يتضح من التعاون مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، ووزارة السياحة والآثار كشركاء فاعلين في هذا المؤتمر.
كما تتوافق هذه الظروف مع توجه الدولة للاهتمام بالعلوم البينية في الدراسات الحديثة، ومنها بطبيعة الحال تلك الخاصة بعلوم الآثار والتراث، باعتبارها كلمة السر نحو تلبية احتياجات سوق العمل، وتحقيق معادلة التنمية الناجحة ضمن رؤية مصر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأضاف، إن اختيار عنوان المؤتمر كان الدافع إليه الإدراك التام لدور المتاحف في مواجهة التحديات البيئية وضرورة الاستدامة، وتعزيز الوعي بقيمة الثقافة والتراث كعناصر حيوية للتنمية المستدامة، والحاجة إلى استكشاف آفاق التقاطع بين الاستدامة والابتكار التكنولوجي في مجال المتاحف، وضرورة البحث عن رسالة جديدة للمتاحف في عالمنا المتغير ودمجها في العملية التعليمية والتربوية والتثقيفية في المجتمع وربطها بالجامعات ومراكز البحوث والمعاهد العلمية، وتقديم فهم أفضل لها، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى الخروج بنتائج دقيقة، وتقديم حلول نافعة قابلة للتطبيق، وهو الأمر الذي تكشفه أهداف هذا المؤتمر ومحاوره والأوراق البحثية المقدمة له.
واوضح عميد الكلية، إن المؤتمر يشمل 5 جلسات بالإضافة إلى الجلستين الافتتاحية والختامية، يتشارك فيها المعرفة 28 متحدثًا وباحثًا من تخصصات متباينة ب 21 ورقة بحثية و3 ملصقات.
وفي ختام كلمته، قدم الشكر لرعاة المؤتمر، وكافة القائمين عليه، و الدكتور بيير تاليه، مدير،المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة.
أعرب مؤمن عثمان،رئيس قطاع المتاحف عن سعادته بالتواجد في ضيافة جامعة عين شمس نيابة عن وزير السياحة والآثار، و الدكتور الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار؛ احتفاء بحدث مهم يتطلع إليه جميع المعنيين بالمجال المتحفي، والمهتمين بالحفاظ على الإرث الثقافي.
وأضاف، إنه اليوم مع إطلاق فعاليات مؤتمر المتاحف المستدامة والذكية الإستراتيجيات الممارسات والتحديات نسطر مرحلة مهمة في طريق الاهتمام بالمجال المتحفي والتراث الثقافي في مصر.
وأكد أن المتاحف أحد أهم المؤسسات الثقافية المعنية بحفظ التراث الثقافي للدول، إذ إنها جزء لا يتجزأ من تاريخ ومستقبل الدولة المصرية، فالمتاحف تقوم بدور شريك أساس في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠، واتضح جليًّا في الفترة الأخيرة بأن المتاحف تعد من أجدر المؤسسات الثقافية تنفيذًا للغالبية العظمى من هذه الأهداف والغايات، وأن جل ما تنطوي عليه التنمية المستدامة من أهداف يقع في بؤرة اهتمام المتاحف، ويعد تحقيقها لهذه الأهداف أمرًا طبيعيًّا ينفذ أثناء قيامها بالعديد من مهامها وأدوارها التي تضطلع بها. فالمتحف المستدام هو الذي يخدم بشكل مستمر جماهيره ومجتمعاته.
وإنه من المهم تفعيل أوجه التعاون والتكاتف بين مختلف المؤسسات، وفقًا لإستراتيجية للعمل على معالجة أثر التحديات البيئية والتغيرات المناخية.
في هذا السياق، نقدر دائمًا جهود مختلف المؤسسات الموقرة، والتي من بينها جامعة عين شمس في التعاون مع وزارة السياحة والآثار المصرية لتحقيق هذه الأهداف المنشودة، وإذ نتطلع دائمًا لمزيد من التعاون المثمر البناء.
وأوضح الدكتور أحمد الشوكي، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، ومقرر الموتمر أن المتاحف ليست مجرد أماكن لحفظ وعرض المقتنيات الأثرية والفنية، بل هي جسور تربط بين الماضي والحاضر ، وأدوات للتعليم والتوعية الثقافية. ومع التطور التكنولوجي السريع الذي نشهده، أصبح لزامًا علينا أن نعيد التفكير في دور المتاحف، وكيفية توظيف التقنيات الذكية لتقديم تجارب تفاعلية وغنية للزوار ، مع الحفاظ على استدامتها ودمجها ضمن أهداف التنمية المستدامة.
مضيفًا، إن هذا المؤتمر بمداخلاته التي تزيد على العشرين، يعد فرصة قيمة لتبادل الأفكار والخبرات بين الباحثين والممارسين والخبراء ، واستكشاف الحلول المبتكرة التي يمكن أن تساعد في التغلب على التحديات التي تواجه المتاحف في عصرنا الرقمي.