شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، افتتاح منتدى خريجي الجامعات السوفيتية والروسية، بحضور غيورغى يفغينيفيتش بوريسينكو، السفير فوق العادة والمفوض لروسيا الاتحادية لدى جمهورية مصر العربية، و هو بافيل أناتوليفيتش شيفتسوف، نائب رئيس الوكالة الروسية للتعاون الدولي، والسيد بلال عبدالله، رئيس لجنة الصحة بالبرلمان اللبناني، والدكتور وائل الشيخ نائب وزير الصحة بدولة فلسطين، و يوسف زينال عضو البرلمان البحريني ورئيس اتحاد خرجي الجامعات السوفيتية والروسية بمملكة البحرين.
في مستهل كلمته أشار الدكتور عاشور إلى اعتزازه بسنوات دراسته في موسكو خلال مرحلة الدكتوراة، ودورها في تشكيل جزء كبير من خبراته العلمية والمهنية، والتي كان لها بصمتها على عمله بالعديد من المشروعات القومية، لافتًا لحرصه خلال فترة توليه مسؤولية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على دعم العلاقات الأكاديمية والبحثية بين مصر وروسيا من خلال توقيع اتفاقيات التعاون ومنها؛ إنشاء فرعين لجامعة كازان وجامعة سان بطرسبرج.
وقدم الوزير التهنئة لروسيا لتوليها رئاسة مجموعة البريكس، مؤكدًا أن مصر تفخر بالإنجاز الذي حققته بعضويتها الرسمية في البريكس اعتبارًا من بداية عام 2024، وكذلك انضمامها لشبكة جامعات البريكس، منوهًا بالعمل على فتح آفاق جديدة للتعاون الأكاديمي والبحثي بين جامعات مصر ونظيراتها من الدول الأعضاء بالمجموعة استثمارًا لهذه الاتفاقية.
كما لفت الوزير إلى عدد من المشاركات المصرية المتميزة في الفعاليات والمنتديات التي نظمتها دول البريكس منها؛ المشاركة في منتدى التعليم الرقمي وتصنيف الجامعات بين الدول الأعضاء، والمشاركة في يوم الجغرافيا لدول البريكس، ومنتدى الفلك والفضاء الخارجي، بالإضافة إلى المشاركة الفعالة لوزارة التعليم العالي في منتدى صغار الباحثين ومنتدى الابتكار لدول المجموعة.
وأضاف الدكتور عاشور أن انضمام مصر للبريكس ولشبكة الجامعات بها يمثل خطوة إستراتيجية نحو تعزيز التبادل العلمي والثقافي مع الدول الأعضاء، ويساهم في تطوير التعليم العالي بما يتماشي مع تطلعات مصر لتحقيق التنمية المستدامة، موضحًا أن هذا التعاون يعكس التزامنا المشترك بتطوير التعليم العالي والبحث العلمي لدينا، وتعزيز الشراكة المثمرة بما يخدم مصالح بلادنا وتطلعاتها.
وألقى الدكتور عاشور الضوء على منظومة التعليم العالي المصرية بما تضمه من؛ 116 جامعة حكومية وخاصة وأهلية وتكنولوجية وفروع للجامعات الأجنبية من بينها فرعين لجامعتين روسيتين، وتضم هذه المنظومة الآلاف من أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب.
وثمن الوزير علاقات الصداقة القوية بين مصر وروسيا مشيرًا لأن مصر كانت أول دولة عربية وإفريقية تدخل تعليم اللغة الروسية ضمن كلياتها، وقد وصل عدد الكليات التي تدرس اللغة الروسية للطلاب المصريين إلى 12 كلية، مثمنًا فى الجانب الآخر المنح الدراسية التي قدمها الجانب الروسي للطلاب المصريين في مختلف المراحل الأكاديمية ووصلت هذا العام إلى 318 منحة، كما يصل عدد الطلاب المصريين في الجامعات الروسية اليوم إلى 15 ألف طالب، موزعين في العديد من التخصصات الطبية والهندسية والنظرية التي تخدم خطط التنمية المستدامة في مصر، الأمر الذي يعكس عمق علاقات التعاون بين البلدين، مشيرًا كذلك إلى أن التعاون الأكاديمي والعلمي بين مصر وروسيا نموذج يحتذى في بناء جسور التواصل بين الثقافات والشعوب.
وفى ختام كلمته أعرب الدكتور عاشور، عن تمنياته بنجاح المنتدى وأن يكون منصة لإطلاق مزيد من المبادرات المشتركة التي تعزز مكانة البلدين في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي على الساحة الدولية.
ومن جانبه أكد السيد/ بوريسينكو اعتزاز روسيا بعلاقات التعاون التي تربط بين البلدين، فى مختلف المجالات، وتحسن هذه العلاقات المستمر عبر الزمن، مؤكدًا دعم بلاده لمواقف مصر السياسية والاقتصادية، وتوافق البلدين فى الرؤية حول الأواضاع الراهنة في الشرق الأوسط، وخاصة قضية الصراع العربي الإسرائيلي، ودعم حق الشعب الفلسطيني، وأشار لدور هذا المنتدى في تعزيز العلاقات بين البلدين وكذلك بين روسيا ومجموعة الدول العربية، ودفعها للمزيد من التقدم.
وأشار السيد/ شيفتسوف لترحيل روسيا بدعم التعاون الأكاديمي والبحثي مع الجامعات المصرية مشيرًا لأن الجامعات الروسية مفتوحة دائما لكافة أشكال الشراكة والتعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي مع مصر، والدول العربية.
وأوضح عدد من رؤساء الجامعات الروسية في كلماتهم ما تقدمه جامعاتهم من منح تعليمية للطلاب بالعالم العربي في مختلف التخصصات العلمية، وترحيبها الدائم بالدراسين العرب.
وأعرب السيد بلال عبدالله، رئيس لجنة الصحة بالبرلمان اللبناني، عن شكره لمصر لاستضافة هذا المنتدى الذي يعكس حجم العلاقات القوية بين روسيا والعالم العربي، معربًا عن تقدير بلاده لموقف روسيا من الصراع العربي الإسرائيلى، ودعم حق الشعب الفلسطيني.
وتحدث الدكتور وائل الشيخ نائب وزير الصحة بدولة فلسطين، عن الدعم الذي قدمته روسيا لفلسطين فى مجال التعليم العالى، مشيرًا إلى أن عدد كبير من الوزراء والمسؤولين الفلسطينيين متخرجين من الجامعات الروسية، كما ألقي الضوء في كلمته على حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطينى في ظل الحرب الحالية من نقص في كافة الخدمات والاحتياجات الإنسانية، فضلًا عن الأعداد الكبيرة من القتلى والجرحى في كل يوم، مقدمًا الشكر لمصر لمواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية.
ووجه المنتدى الدعوة إلى دول العالم لمساندة الشعب الفلسطينى في حقه، والعمل لوقف المعاناة التي يعيشها، وحقن دماء الضحايا من القتلى وتخفيف معاناة الجرحى، والوصول لحل عادل للقضية الفلسطينية.
تجدر الإشارة إلى أن المنتدى يستمر على مدار يومين (3، 4 ديسمبر)، ويضم قادة ومسؤولين من المؤسسات التعليمية، ومؤسسات الرعاية الصحية، من خريجي الجامعات الروسية، بالإضافة إلى رؤساء وأعضاء جمعيات الخريجين
من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.