في إطار حصاد العام المالي 2024/2025، تواصل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تنفيذ خططها الاستراتيجية الطموحة لتدويل منظومة التعليم الجامعي، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، وحرصًا على الارتقاء بجودة التعليم وتحقيق المرجعية الدولية. وقد تصدّر ملف تدويل التعليم العالي وإنشاء أفرع لجامعات أجنبية كبرى في مصر قائمة أولويات الوزارة، لما يمثله من ركيزة أساسية في تطوير منظومة التعليم وربطها بالمعايير العالمية.
أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الوزارة تعمل على تنويع مصادر التعليم الجامعي من خلال استقطاب الجامعات الدولية المرموقة ذات التصنيفات العالمية، لإنشاء أفرع لها داخل مصر. ولفت إلى أن تدويل التعليم يمثل محورًا جوهريًا في الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، ويخدم مبدأ المرجعية الدولية الذي يُعد أحد الركائز الأساسية في المنظومة التعليمية الجديدة.
وأشار الوزير إلى أن إنشاء أفرع لجامعات أجنبية بمصر يُسهم في جذب الطلاب الوافدين من دول الجوار، ويوفر لهم فرصة تعليم أجنبي متميز داخل مصر دون الحاجة للسفر، مع إمكانية الحصول على شهادات دولية من الجامعات الأم. كما تسهم هذه الأفرع في تقليل معدلات الاغتراب، وتدعم توفير برامج تعليمية تتواكب مع متطلبات سوق العمل المحلي والدولي.
أوضح الدكتور عاشور أن الوزارة انتهت من فحص 3 طلبات لإنشاء أفرع لجامعات أجنبية جديدة داخل مصر، ويُجرى حاليًا فحص 19 طلبًا آخر، في ظل تنامي الإقبال على هذه النوعية من المؤسسات التعليمية. كما أكد أن هذه الأفرع تُسهم في تبادل العلوم والمعرفة، وتساعد في تطوير نوعية التعليم من خلال نقل الخبرات الدولية إلى داخل مصر.
ضمن خطة تدويل التعليم، أشار الوزير إلى اعتماد المجلس الأعلى للجامعات قرارات بإنشاء أفرع للجامعات المصرية في عدد من الدول الشقيقة:
وتجرى حاليًا الإجراءات القانونية اللازمة لتنفيذ هذه الخطط، بما يعكس حرص الدولة على توسيع الحضور الأكاديمي المصري دوليًا.
في سياق متصل، عقد الدكتور أيمن عاشور اجتماعات موسعة مع عدد من ممثلي الجامعات الدولية المرموقة، من بينها جامعة أكسفورد، وجامعة باث، وجامعة إسكس، وجامعة إكستر، وجامعة لانكشاير، وجامعة فيرجينيا تك، وجامعة أفييرو البرتغالية، وذلك بهدف بحث سبل إنشاء أفرع لها بمصر أو تقديم برامج أكاديمية مشتركة، بما يعزز من التعاون الأكاديمي وتبادل الخبرات.
شهد العام أيضًا إنجازًا بارزًا على صعيد التعاون مع الجانب الفرنسي، حيث استضافت جامعة القاهرة ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية، بحضور وزيري التعليم العالي في البلدين، على هامش زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر. وقد أسفر الملتقى عن توقيع 42 بروتوكول تعاون بين الجامعات المصرية والفرنسية، لتقديم 70 برنامجًا أكاديميًا، تركز على الابتكار، الذكاء الاصطناعي، وتغير المناخ، دعمًا لأهداف التنمية المستدامة في إفريقيا والدول الفرنكوفونية.
حققت الوزارة نقلة نوعية في ملف تدويل التعليم، عبر إنشاء 9 أفرع لجامعات أجنبية بدأت الدراسة بها خلال الأعوام الماضية، منها:
وتتنوع المنظومة أيضًا عبر مؤسسات تعليمية مثل الجامعة اليابانية المصرية، الجامعة الأهلية الفرنسية، الجامعة الألمانية الدولية، فرع جامعة إسلسكا، وفرع جامعة بيروت العربية، ما يعكس التنوع والتكامل في مصادر التعليم العالي.
من جانبه، صرح الدكتور عادل عبدالغفار، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، بأن التوسع في الشراكات مع الجامعات الأجنبية يعكس رؤية واضحة نحو تقديم تعليم عصري وحديث، ويمنح الطلاب خيارات متعددة وتخصصات نوعية تتوافق مع متطلبات سوق العمل المتغير. وأكد أن هذه الجهود تتماشى مع رؤية مصر 2030 التي تهدف إلى رفع جودة التعليم وجعل مصر مركزًا إقليميًا للعلم والمعرفة.
وأشار إلى أن التعاون مع دول صديقة للاستفادة من خبراتها التعليمية، والتنافس بين الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية لعقد شراكات دولية، سيُسهم في تحسين تصنيف الجامعات المصرية عالميًا، وتخريج كوادر مؤهلة وقادرة على المنافسة محليًا ودوليًا.