أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن الوزارة تتبنى رؤية متكاملة تهدف إلى تجديد الخطاب الديني بطريقة تتماشى مع متطلبات العصر، مع الحفاظ على ثوابت الدين وقيم الإسلام السمحة. وأوضح الوزير في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط أن هذه الإستراتيجية تستند إلى محاور عدة توازن بين الأصالة والتجديد، وذلك لتعزيز الفكر الوسطي المعتدل في المجتمع.
تأهيل الأئمة والخطباء
أشار الأزهري إلى أن الوزارة تركز على تأهيل الأئمة والخطباء من خلال برامج تدريبية مكثفة تهدف إلى تمكينهم من إيصال رسالة الدين بأسلوب علمي وعقلاني، بما يضمن التفاعل الإيجابي بين الخطاب الديني والمجتمع. كما أكد أن الوزارة تسعى لتعزيز التواصل بين الدعاة والمجتمع بحيث يكون لديهم القدرة على مخاطبة جميع الفئات بأسلوب مؤثر وسهل.
التوعية الدينية عبر المنابر والإعلام الرقمي
أوضح الوزير أن الوزارة تعمل على توسيع دائرة التوعية الدينية من خلال المنابر التقليدية ووسائل الإعلام الحديثة والمنصات الرقمية، وذلك لضمان وصول الرسالة الدينية بأسلوب حديث وفعال. وأضاف أن الوزارة تسعى لتحويل المساجد إلى مراكز ثقافية واجتماعية، إلى جانب دورها العبادي، بحيث تساهم في نشر الفكر الوسطي وتعزيز التفاعل مع قضايا المجتمع.
مكافحة الأفكار المتطرفة
فيما يتعلق بتحديات تجديد الخطاب الديني، أكد الأزهري أن الوزارة تعتمد على نهج مزدوج يجمع بين الحكمة والحزم في مواجهة الفكر المتطرف، وذلك من خلال تقديم خطاب ديني بديل قادر على إقناع الناس بوسطيته واعتداله. ولفت إلى أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بتطوير مهارات الأئمة لمواجهة الأفكار المتطرفة عبر الحجة والمنطق، وتقديم تفسير صحيح للنصوص بعيدًا عن التأويلات الخاطئة.
توظيف الإعلام الرقمي
وأضاف الوزير أن الوزارة تواصل تعزيز التعاون مع المؤسسات الدينية الكبرى مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء لضمان تكامل الجهود في تجديد الخطاب الديني. وأكد أن توظيف الإعلام الرقمي في نشر الفكر الوسطي أمر حيوي، خاصة في التواصل مع الشباب بطريقة تتناسب مع تحديات العصر.
الخطبة الموحدة وأهدافها
فيما يتعلق بالخطبة الموحدة، أكد الأزهري أنها أداة مهمة لتوحيد المفاهيم الدينية وترسيخ الخطاب الوسطي، موضحًا أن الهدف منها هو تقديم رسالة دينية واضحة للمجتمع بعيدًا عن الاجتهادات غير المنضبطة أو الخطاب العاطفي. وأضاف أن توحيد موضوع الخطبة يساعد في تركيز الجهود الدعوية على القضايا ذات الأولوية، مثل نشر القيم الأخلاقية وتعزيز روح المواطنة.
المسجد كمؤسسة مجتمعية
أوضح الأزهري أن الوزارة تسعى إلى تعزيز دور المسجد كمؤسسة مجتمعية متكاملة، بحيث يكون منارة لنشر العلم والفكر الوسطي. وأضاف أن الوزارة تعمل على تطوير برامج وأنشطة تجعل المسجد مساحة للتواصل والحوار، بما يساهم في نشر الوعي الفكري والتوعوي بين الشباب، مع التركيز على تنمية المجتمع من خلال مبادرات تعليمية وثقافية.
مبادرة عودة الكتاتيب
أكد الأزهري أن مبادرة "عودة الكتاتيب" تهدف إلى تعزيز دور المسجد في نشر العلم وتحفيظ القرآن الكريم بأسلوب تربوي سليم. وأضاف أن هذه المبادرة لا تهدف إلى أن تكون بديلاً عن المدرسة، بل مكملًا لها، حيث تقدم للطفل تعليمًا متكاملًا يجمع بين العلوم الدينية والقيم الأخلاقية، إلى جانب التعليم النظامي.
التنسيق مع الأزهر ودار الإفتاء
حول التنسيق مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء، شدد الأزهري على أن العلاقة بين الوزارة والأزهر ودار الإفتاء تقوم على التكامل وليس التنافس، حيث يسهم كل طرف في دوره وفق رؤية موحدة لنشر الفكر الوسطي.
خطة الوزارة لشهر رمضان
فيما يخص خطة الوزارة لشهر رمضان، أشار الوزير إلى بدء تنفيذ برنامج صلاة التراويح في مسجد الإمام الحسين بمشاركة نخبة من القراء، إلى جانب تنظيم برامج صلاة التهجد والابتهالات، وتلاوات بعد صلاة العصر. كما أضاف أن الوزارة ستنظم ٢٧ ملتقى فكريًا في مختلف المحافظات، بالإضافة إلى إطلاق مجالس إقراء لقراءة كتاب "الروض الأنف" في ٦٢ مسجدًا.
وأكد الأزهري أن الوزارة تسعى من خلال هذه الأنشطة إلى تعزيز الوعي الديني والفكري في المجتمع، وتحقيق أهداف الخطاب الديني الوسطي خلال شهر رمضان المبارك.